الرئيسية » » عقيدة سلطان العلماء

عقيدة سلطان العلماء

 
عقيدة سلطان العلماء
كتاب عقيدة الشيخ الإمام، والحبر الهمام، العالم العلامة، والحافظ الرحلة الفهامة، شيخ مشائخ الإسلام: عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، قدس الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه آمين، ونفعنا ببركاته والمسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله أجمعين.

اعلم أن حقوق الله تعالى على القلوب منقسمة إلى المقاصد والوسائل؛
أما المقاصد، فكمعرفة ذات الله عز وجل وصفاته.
وأما الوسائل، فكمعرفة أحكامه، فإنها ليست مقصودة لعينها، وإنما هي مقصودة للعمل بها.
وكذلك الأحوال قسمان؛
فالمقاصد: ما قُصد لنفسه كالمهابة الإجلال.
والوسائل: ما هو وسيلة إلى غيره، كالخوف والرجاء؛ فالخوف وازع عن المخالفات لما رتب عليها من العقوبات، والرجاء حاثّ على تكثير الطاعات لما رتب عليها من المثوبات.
والحقوق المتعلقة بالقلب أنواع:
النوع الأول: معرفة ذات الله تعالى وما يجب لها من الأزلية الأبدية والأحدية، وانتفاء الجوهرية والعرضية والجسمية، والاستغناء عن الموجِب والموجِد، والتوحّد بذلك عن سائر الذوات.
النوع الثاني: معرفة حياته تعالى بالأزلية والأبدية، والاستغناء عن الموجِب والموجِد، والتوحّد بذلك عن غيرها من الحياة.
النوع الثالث: معرفة علمه تعالى بالأزلية والأبدية والأحدية، والاستغناء عن الموجِب والموجِد، والتعلق بكل واجب وجائز ومستحيل، والتوحّد بذلك عن سائر العلوم.
النوع الرابع: معرفة إرادته تعالى بالأزلية والأبدية والأحدية، والاستغناء عن الموجب والموجد، والتعلق بما تتعلق به القدرة، والتوحد بذلك عن سائر الإرادات.
النوع الخامس: معرفة قدرته تعالى – على الممكنات – بالأزلية والأبدية والأحدية، والاستغناء عن الموجب والموجد، والتوحد بذلك عن سائر القُدَر.
النوع السادس: معرفة سمعه تعالى بالأزلية والأبدية والأحدية، والاستغناء عن الموجب والموجد، والتعلق بكل مسموع قديم أو حادث، والتوحد بذلك من بين سائر الأسماع.
النوع السابع: معرفة بصره تعالى بالأزلية والأبدية والأحدية، والاستغناء عن الموجب والموجد، والتعلق بكل موجود قديم أو حادث، والتوحد بذلك عن سائر الأبصار.
النوع الثامن: معرفة كلام الله تعالى بالأزلية والأبدية والأحدية، والاستغناء عن الموجب والموجد ، والتعلق بجميع ما يتعلق به العلم، والتوحد بذلك عن سائر أنواع الكلام.
فهذه الصفات كلها ثبوتية قائمة بذات الله سبحانه وتعالى واجبة له.
النوع التاسع: معرفة ما يجب سَلبُه عن ذاته تعالى من كل عيب ونقص، ومن كل صفة لا كمال فيها ولا نقصان.
النوع العاشر: معرفة تفرّده تعالى بالإلهية والاختراع.
النوع الحادي عشر: معرفة صفاته الفعلية الصادرة عن قدرته، الخارجة عن ذاته، وهي منقسمة إلى الجواهر والأعراض.
والأعراض أنواع: كالخفض والرفع، والعطاء والمنع، والإعزاز والإذلال، والإغناء والإقناء، والإماتة والإحياء، والإعادة والإفناء.
النوع الثاني عشر: معرفة ما له أن يفعله وأن لا يفعله؛ كإرسال الرسل، وإنزال الكتب، والتكليف، والجزاء بالثواب والعقاب.
النوع الثالث عشر: معرفة حسن أفعاله كلها، خيرها وشرها، نفعها وضرها، قليلها وكثيرها، وأنه لا حق لأحد عليه، ولا ملجأ منه إلا إليه، له حق، وليس عليه حق، ومهما قال فالحسَن الجميل؛ وكذلك لو عذب أهل السماوات والأرض وأقصاهم لكان عادلا في ذلك كله، ولو أثابهم وأدناهم لكان مُنعِمًا مُفْضِلاً بذلك.
النوع الرابع عشر: اعتقاد جميع ما ذكرنا في حق العامة، وهو قائم مقام العلم في حق الخاصة؛ لما في تعرف ذلك من المشقة الظاهرة للعامة، فإن الله تعالى كلف الخاصة أن يعرفوه بالأزلية والأبدية والتفرد بالإلهية، وأنه حي عالم قادر مريد سميع بصير متكلم صادق في أخباره، وكلف العامة أن يعتقدوا ذلك لعسر وقوفهم على أدلة معرفته، فاجتزأ منهم باعتقاد ذلك.
النوع الخامس عشر: الحقوق المتعلقة بالقلوب، تصديق القلب بجميع ما ذكرناه من الاعتقادات والعرفان.
النوع السادس عشر: النظر في تعرف ذلك واعتقاده، وهو واجب وجوب الوسائل.
والحمد لله رب العالمين.
وعلى هذه العقيدة شرح مبارك اسمه افهام الافهام في شرح عقيدة شيخ الاسلام وضعه الشيخ ولي الدين الملوي العثماني الشافعي، يسر الله تحقيقه
Share this article :
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
Copyleft © 2011. موقع أهل السنة والجماعة - All lefts Reserved
تعريب وتطوير : موقع أهل السنة والجماعة
Proudly powered by Blogger